دور مديري المدارس كمشرفين

دور مديري المدارس كمشرفين The Role of School Principals as A Supervisor 

يلعب مدراء ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ دوراً مهمًا في الإشراف على معلمي مدارسهم ويتم تفعيل هذا الدور بشكل واضح أثناء عملية تقويم أداء المعلمين نتيجة لذلك ينبغي على مديري المدارس أن يستخدموا طرق وأساليب جيدة في عملية التقييم تنسجم مع طرق واستراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة وتعمل على تحسين ممارسات المعلمين التدريسية وتحسين أداء الطلبة، فقد أظهرت دراسة كل من تاكر وسترونج (Tucker & Stronge) أهمية الاهتمام بتقييم المعلمين وأكدت الدراسة أن نوعية تقييم المعلمين تُعتبر من أكثر العوامل تأثيراً وفاعلية على تعلم الطلبة وتحسين أدائهم.

يظهر دور مدير المدرسة في عملية تقييم أداء المعلمين باعتباره مشرف مقيم في مدرسته من خلال الإجابة على الأسئلة الثلاثة الآتية:

  • ما هي غايات تقييم أداء المعلمين؟
  • ما هي الأمور الواجب مراعاتها من قبل المدراء عند القيام بعملية التقييم؟
  • كيف يتم تقييم أداء المعلمين؟

هذا المقال يجيبكم عن السؤالين الآول والثاني أما لمعرفة إجابة السؤال الثالث فننصحكم بقراءة مقال مدراء المدارس وتقييم المعلمين (2).

لنبدأ الآن.

ما هي غايات تقييم أداء المعلمين؟

دعونا نتفق أن تقويم أداء المعلمين لا ينبغي أن يكون مجرد نموذج يتم تعبئته خلال السنة الدراسية وفي حال كان كذلك فاعلموا جيدًا أن التقويم هنا مجرد مضيعة للوقت، لأن تقييم المعلمين – إذا تم تطبيقه بشكل صحيح – يمكن أن يكون مُحفزًا لتطوير المدرسة وخاصة بالنظر إلى أهمية دور المعلمين وفاعليته في تحسين تعلّم الطلبة لذلك لكي يكون لتقييم المعلمين دور في تحسين أداء المدرسة وليس مجرد إجراءات ينبغي أن يكون هناك غايتين لهذا التقييم:

  • تحسين أداء المعلمين: بمعنى أن يتعلق التقييم بالتطوير المهني ومساعدة المعلمين على التعلم والتأمل وتحسين ممارساتهم لهذا ينبغي على مدراء المدارس كمشرفين تربويين مساعدة المعلمين على تحسين ممارساتهم التعليمية بشكل منتظم عبر الزمن.
  • محاسبة المعلمين: بمعنى أن يعكس التقييم مدى الالتزام بأهمية الأهداف المهنية المتعلقة بكفاية المعلمين وجودة أدائهم وبالتالي يُنظر إلى هذا النوع على أنه التقويم النهائي والمعني بتحديد فعالية الأداء.

كان يُنظر فيما مضى إلى غايتي تقييم أداء المعلمين على أنهما منفصلتين عن بعضهما البعض ولكن إذا ما يُراد لعملية تقييم المعلمين أن تكون مفيدة ينبغي أخذ هاتين الغايتين معًا بعين الاعتبار، ذلك أن نظام التقييم الذي يعكس هاتين الغايتين ليس فقط مرغوب بل هو مهم أيضًا لتلبية حاجات المعلمين والمدرسة وتأكيدًا على ذلك مقولة مدير القيادة العالمية في التربويات الحديثة فولان (Fullan): “إن الجمع بين التنمية والتطوير على المستوى الفردي والمؤسسي قد يكون صعبًا ولكن لا يُمكن الحصول على واحد دون الآخر.”

من هنا يتضح لكم أعزاءنا القراء بأنه يتحتم على مدارء المدارس أن يبذلوا الجهد من أجل إحداث التكامل ودمج غايتي تقييم المعلمين في نظام التقييم في مدارسهم وذلك من خلال التفكير المستمر في المسؤوليات التي تقع على عاتقهم في مساعدة المعلمين على النمو والتطوير (غاية التقييم البنائي) والتأكد من تحقق أهداف الأداء (غاية التقييم النهائي).

والآن، لننتقل معًا إلى السؤال الثاني.

ما هي الأمور الواجب مراعاتها من قبل المدراء عند القيام بعملية التقييم؟

بالنظر إلى مدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم في مدرسته ينبغي عليه تصميم نظام لتقييم أداء معلمي مدرسته يشتمل على الخصائص الآتية:

  • نشر المناخ الإيجابي اتجاه عملية التقييم. 
  • التواصل الجيد بين المدراء والمعلمين خلال عملية التقييم. 
  • الالتزام بعملية تقييم أداء المعلمين. 
  • اتباع الممارسات السليمة في تقييم أداء المعلمين.

وسنوضح لكم هذه الخصائص بالتفصيل، تابعوا القراءة.

أولًا: نشر المناخ الإيجابي اتجاه عملية التقييم 

إن تقييم المعلمين الذي يتم في جو من الثقة المتبادلة بينهم وبين مدارء مدارسهم (الإدارة المدرسية) يؤدي إلى آثار إيجابية تنعكس على تحسين أداء المدرسة وبالتأكيد على تحسين أداء الطلبة، هذا ما توصلت له دراسة سترونج (Stronge) حيث أكدت الدراسة على أن وجود قيادة موثوقة تؤدي إلى وجود عملية إشراف بناءة ونشطة تقود لتحسين عملية ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ  في المدارس الثانوية والأساسية على حدٍ سواء؛ وقبل أكثر من 30 عامًا اقترح التربوي ريدفيرن (Redfern) توفير جو آمن وتعاوني في عملية تقييم المعلمين لأن العمل على توفير جو تعاوني في عملية التقييم يولد الرضا لدى كافة الأطراف المشاركة في عملية التقييم.

ثانيًا: التواصل الجيد بين المدراء والمعلمين خلال عملية التقييم

ينبغي أن يعكس تقييم أداء المعلمين أهمية الدور الذي يلعبه التواصل الجيد في جميع مجالات عملية التقييم، وإذا لم يتواصل المعلمون ومدراء المدارس  باستمرار وبشكل مُبكِّر حول الدروس المستفادة من عملية التقييم فإن عملية التقييم تفقد قيمتها ويتم خسارة فرص كثيرة للتطوير في المدرسة.

ومن أجل تحقيق التواصل الجيد بين المعلمين والمشرفين (مديري المدارس) يجب على المدراء الاهتمام بأمرين رئيسين هما:

  • الجوانب العامة والسرية في العلاقة بين المعلمين ومدارء المدارس 

تظهر هذه العلاقة من خلال جلسة التقييم التي يعقدها المشرف (المدير) مع المعلمين وتخدم جلسات التقييم عدة أهداف منها تبادل الخبرات وتوثيق أداء المعلمين من أجل اتخاذ القرار وإعلام المعلمين بأدائهم وتحفيزهم على تطوير أدائهم إلى مستويات أعلى.

يمكن تلخيص أدوار مدراء المدارس في جلسات التقييم بالآتي:

  • مراجعة متوازنة للأداء السابق والأهداف المستقبلية: على الرغم من أهمية مراجعة الأداء السابق إلا أن تحديد أهداف أداء مستقبلية أو وضع خطة للتطوير المهني تُعتبر طريقة بناءة لتعزيز نمو المعلمين مهنيًا.
  • الاعتراف بجوانب قوة المعلمين ونجاحاتهم: كلما كانت عبارات الثناء وتوصيات تحسين الأداء أكثر تحديدًا كلما انعكس هذا بشكل أفضل على أداء المعلمين وأداء طلبتهم.
  • تحديد وتحليل المشاكل التي تُؤثِّر على أداء المعلمين: ينبغي على مدراء المدارس عندما لا يُحقق المعلمون معدلات الأداء وفق التوقعات المقبولة أن يفهموا سياق هذا الإخفاق ويحددوا الحلول المناسبة لهذه المشاكل.
  • إبلاغ المعلمين والكشف عن الكثير من العناصر التي ينبغي أن يكونوا على علم ودراية بها قبل وخلال عملية تقييمهم تجنبًا لتكرار الأخطاء.

وتشمل هذه العناصر الآتي:

  • وضع أهداف واضحة لعملية تحسين المدرسة.
  • توضيح علاقة تقييم أداء المعلمين بأهداف تحسين المدرسة (تحسين أداء المعلمين، وتحصيل الطلبة) منذ بداية العام الدراسي.
  • تطوير معايير أداء واضحة للمعلمين.
  • تحديد معايير الأداء المقبولة.
  • إعداد مبادئ توجيهية وإجرائية واضحة للتقييم والالتزام بها.
  • وضع جدول زمني للتقييم والالتزام به.

ثالثًا: الالتزام بعملية تقييم أداء المعلمين

ينبغي أن يكون تقييم أداء المعلمين من أولويات مدراء المدارس لما له من دور كبير في تحسين أداء المعلمين والمدرسة ككل ويجب أن يُظهر مديري المدارس بشكل واضح وبطرق ملموسة التزامهم بعملية تقييم أداء معلمي مدارسهم، ذلك أن ممارسات مديري المدارس اليومية المتعلقة بنوعية أداء المعلمين وتقييمهم لها تأثير أكبر من أي نظام أو سياسة موضوعة ومكتوبة في عملية التقييم فالأفعال أكثر فاعلية من الأقوال وتكمن أهمية الالتزام بعملية تقييم أداء المعلمين في الآتي:

  • اعتبار الجودة في عملية التدريس أولوية في كل ما يجري من عمليات داخل المدرسة. 
  • تخصيص الوقت والانتباه لتطبيق إجراءات تقييم فعالة. 
  • تكريس الموارد المتاحة لدعم عملية التقييم وتحسين أداء الطلبة.

رابعًا: اتباع الممارسات السليمة في تقييم أداء المعلمين

مما لا شك فيه أن عملية التقييم الموضوعية والحيادية التي تُطبِّق الممارسات السليمة تضمن عملية تقييم فعالة وعملية التقييم غير الموضوعية والمتحيزة التي تُطبِّق ممارسات غير سليمة تضمن فشل عملية تقييم أداء المعلمين.

أعزاءنا ﻣﺪﻳﺮي المدارس 

 يتنامى الاهتمام بدوركم الإشرافي القيادي في العملية التربوية  باعتباركم المشرفين التربويين مقيمين في مدارسكم لأن هذا الدور  يستهدف تحسين نوعية التعليم التي يقدمها معلمو مدارسكم لطلبتهم ويدعم عملية التغيير التي تسعوون للوصول إليها، ويشتمل هذا اﻟدور ﻋﲆ مجموعة ﻣن المهام الرئيسة كتطوير أداء المعلمين والإشراف على تنفيذهم المناهج الدراسية ضمن الخطط الزمنية المحددة وتطوير أدائهم في بعض الأبعاد بهدف تنمية الطلبة بشكل عام وشمولي وتكاملي ومتوازن في شتى مناحي شخصيتهم الجسدية والنفسية والعقلية والأخلاقية والاجتماعية.

 باختصار يمكننا القول أن ﺍﻟﺩﻭﺭ الإشرافي لمدراء المدارس معني بتهيئة جميع الظروف والأجواء التي تؤدي إلى تحقيق تعلم أفضل يلبي حاجات ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ الذين بدورهم سيقومون بتلبية حاجات طلبتهم و دعم خصائصهم النمائية وتحقيق متطلبات المستقبل الذي سيعيشون فيه.

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع